tg-me.com/ZADI2/54542
Last Update:
- ومن الآفات: طلب المال من غير وجهه، كمن يطلبه بالربا أو الرشوة أو الغش، وقد ورد في الحديث: «يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء من أين أخذ المال، أمن حلال أم من حرام» [رواه البخاري].
- أما الغش، فقد قال فيه صلى الله عليه وسلم: «من غش فليس مني» [رواه مسلم]، وهو عام في كل المعاملات، فلا يُبارك في مال نبت على غش وخديعة.
- ومن أخطر الآفات: الربا، الذي قال الله فيه: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ [البقرة: 276]، فالربا يمحق البركة، وإن كثر المال ظاهريا.
وكذلك التعلق بالدنيا والغفلة عن الآخرة، وهو داء قاتل، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تُبسط الدنيا عليكم كما بُسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم» [رواه البخاري].
قال ابن القيم رحمه الله: «الدنيا جيفة، وطلابها كلاب، إلا من أخذ منها ما يبلغه إلى الله».
قال الشاعر:
وإن نلتَ الغنى من غيرِ دينٍ
فقد نِلتَ الفقـرَ وأنتَ لا تدري
فـرزقُ اللهِ لا يُطلبُ بحـرٍ
ولا يُنالُ بعقلِ أهلِ المكرِ
■ أيها المؤمنون، إليكم بعض الخلاصات العملية التي تُعين على سعي مباركٍ نافع:
- أولا: ابدأ بسؤال نفسك عن نيتك، فالنية الصالحة تُحول العادة إلى عبادة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» [متفق عليه].
فالزارع إذا زرع لِيُطعِم أهله، أو ليتصدق، أو لِيَكفي نفسه، أُجر في كل ذلك.
- ثانيا: اجتهد في تحري الحلال، فإن الحلال مبارك، والحرام ممحوق.
قال ابن المبارك: "لأن أرد درهما من شبهة، أحب إليّ من أن أتصدق بمائة ألف".
- ثالثا: احذر التسويف والتواكل، فإن من آفات السعي أن يقول المرء: "رزقي مكتوب"، ثم يترك السعي.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة".
- رابعا: ربوا أبناءكم على حب العمل لا على انتظار العطاء، فالتربية على الكسب الشريف؛ تخلق أمة عزيزة كريمة، لا تمد يدها لأحد.
قال الحسن البصري رحمه الله: "إن الله جعل الرزق في الغدوّ والرواح، فانظروا أين تغدون وتروحون".
وفي الشعر:
إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ
فإن فساد الرأي أن تترددَا
وليس يُنال المجدُ بالكسلِ الذي
يُورثُ نفسًا عاجزةً موقدَا
■ أيها الأحبة أن السعي عبادة، والحركة في طلب الحلال بركة، والتواكل والكسل هلكة، وأن من اجتهد وأخلص، بورك له، ومن غش وظلم، مُحق رزقه.
فلنُحيِ في مجتمعاتنا ثقافة السعي الشريف، ولنربّ أبناءنا على عزّة اليد العليا، ولنعلم أن التوكل الحق لا يكون إلا بعد بذل الأسباب، كما قال صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا» [رواه الترمذي].
فلا تغدو الطير نائمة في عشها؛ بل تخرج وتسعى، فهلّا سَعينا؟ وهلّا أخلصنا؟ وهلّا التزمنا بما يُرضي الله في طلب أرزاقنا؟
سِرْ في الحياةِ بحزمٍ واعتدالِ
واطلب من الله رزقًا في الحلالِ
فالسعيُ مفتاحُ خيرٍ إن سَمَتْ
نيتُك الطهرَ والصدقَ والوصالِ
اللهم بارك لنا في أرزاقنا، واغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك، واجعل سعينا خالصًا لوجهك، يا أرحم الراحمين.
هذا، وصلوا وسلموا على إمام العاملين، وقدوة المتوكلين، محمد بن عبد الله، من قال الله في شأنه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ ۚ يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب : 56].
اللهم صل وسلم وبارك على النبي وآله وارضَ عن الخلفاء الراشدين وعن الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعلينا معهم برحمتك وفضلك يا رب العالمين!
اللهم يا واسع الفضل، يا من بيده الرزق والخير، نسألك بركة في السعي، وبركة في الحركة، وبركة في الرزق.
اللهم اجعلنا ممن يسعى في الحلال، ويأكل من الحلال، ويُرضيك في كل حال.
اللهم طهر نياتنا من الرياء، وأعمالنا من الغش، وأموالنا من الربا، وقلوبنا من التعلق بالدنيا، واجعل سعينا كله لك، خالصًا لوجهك الكريم.
اللهم ارزقنا التوكل الحق الذي لا يُضاد السعي، واجعلنا من العاملين لا المتواكلين، ومن المجتهدين لا الكسالى، ووفقنا لما فيه صلاح ديننا ودنيانا.
اللهم ربِّ أولادنا على حب العمل والكدح الشريف، واغنهم بحلالك، وأبعد عنهم سُبل الحرام، وزيِّنهم بالأمانة والصدق والإخلاص.
اللهم منَّ علينا برزقٍ طيبٍ مبارك، وسعادةٍ في الدنيا والآخرة، واجعل حركتنا في الدنيا سببًا لرفعةٍ عندك في الآخرة، يا أرحم الراحمين.
BY زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/ZADI2/54542